كان من أصحابنا رجل مجتهد في العبادة .. إذا جلس الناس قام .. وإذا أفطروا صام ..
وإذا ناموا إذا به يصلي ويتهجد في الأنام .. اسمه " سعيد ابن مينان " .. قال :
فقال له صاحبه لعلنا غداً نلقى العدو .. فُتضرب الأعناق وأنت ما استرحت علّك تنام ولو
القليل تستريح ..
إقال فدخل الخيمة .. وهذا الذي يروي القصة يقول وأنا واقف عند باب الخيمة .. بينما
أنا كنت أراجع القرآن .. إذا بي أسمع أصوات داخل الخيمة !! ..
تعجبت ما فيه إلا سعيد !!
فلما دخلت إليه فزع .. فإذا به وهو نائـم يبكــي تارة .. ثم يضحــك تارة .. ثم يمد يـده
ويرجعها ثم يقــول لا .. لا .. أهـلـي !! .. ثم استيقـظ وإلتفـت عن اليمين
ثم قـال أهلـي .. أهـلـي !!
يقول صاحب القصة : فاحتضنته .. وهدأته .. فلما هدأ قال : أين أنا !!!
قلت له لا بأس عليك أنت في الخيمة .. إني رأيتك يا سعيد في المنام بكيت ثم ضحكت ثم
حركت اليد .. أرسلتها ثم قبضتها ..
قال : هل رآني أحد معك ؟ .. هل رآني أحد غيرك ؟
قلت لا والله .. قال الحمد لله
قلت وما ذاك يا سعيد ؟ .. قال أكتمها عليه
قلت .. أسألك بالله أن تخبرني ما الذي رأيت ؟
قال .. إني رأيت أن القيامة قامت .. وحشر الناس حفاة عـراة .. وحشرت أنا معهم .. إلى
العرض .. إلى ماااالك يوم الـدين .. فبينما كان الناس يمـوجون.. أتياني رجــلان فقالا :
أنت سعيـد ؟ .. قلت نعم !!
قالا تعال معنا حتى نريك كرامــة الله لك وأنه تقبل دعائــــك !! ..
قال فحملوني على نجب ليست كنجبكم هذه .. فارتحلا بي حتى إذا بلغنا قصــر .. ففتحت
أبــواب القصـــر .. وإذا به جـــواري لا أستطيع وصفهــن !! .. وإذا بهن يقلن بصـوت
واحد : جـاء حبيـب الله .. جـاء ولي الله .. يستبشـرووووون !!
يقول فلما دخلت أدخلـوني غرفة من تلك الغـــرف .. فإذا بها امــرأة ليست
كالنســاء !! .. والله لا أعلم أهي أجمـل .. أم لباسها .. أم حليّها .. أم سريرها .. فقالت
لي : سعيـد مرحبــــا بك يا ولـــي الله ..
فقلت لها أين أنا ؟ .. قالت أنت في جنــة المـــــــأوى !! ..
قال فلما حدثتني .. خضع قلبي لها .. ورق قلبي لها .. فمددت يدي لها .. فأرسلت يدها
وكفّت يدي وأرجعتها بلطف .. قالت ليس الآن فيــك نفس الحيـــــــاة !!
فقلت كــــلا .. لا أررررريد أن أرجــــع .. قالت فيك نفس الحيـــاة
وبعد ثلاثة أيام إنشاء الله ..
أقلت لها لا أريـد أن أرجــــع .. لا أريـــد أن أرجـــــع .. قالت ذلك قدر أمــــر الله وكان
أمر الله قدراً مقدوراً ..
قال .. ثم استيقظت ..
يقول سعيد وما إن انتهت هذه الرؤيا إلا وبصوت ينــــادي " يا خيل الله اركبي ..
يا خيل الله اركبي "
يقول فركبنا .. فلما اصطف الجيشان .. وإذا بأول من ينطلق سعيد !! .. فكان يذود بنفسه
ويلقي بنفسه على العدو .. فكان حديث المجالس في ذلك الوقت حتى رجعنا ..
فلما كان في اليوم الثاني .. وإذا به يلقي بنفسه على الأعداء .. ويذود عن المسلمين ..
فلما كان في اليوم الثالث .. قال راوي القصة والله لا أتركه لأتبعه حتى أرى
صدق رؤيـــاه !! ..
يقول فتبعته .. فوالله أعجزني وأتعبني وأنهكني .. كيف وهو يلقي بنفسه بين الناس ..
فلما جاء قبيل الغروب .. إذا بسهم يأتي فيدخل في عنقه ويخرج من الجهة الأخرى ..
قال فسحبته والدماء تنزف .. ثم صحت في الناس : يا أيها الناس تعالوا
واسمعوا قصته !!
قال .. فنظر إلي .. ثم عض على الشفـــاه .. ثم ابتسم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمد رسول الله .. ثم ابتســـــم .. وخرجـــــت الـــــــروح ..
فقلت .. هنيــئــــــاً لمن ستفطـــــر عندهم في هذه الليلـــــة !!
" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة .. "